الجمعة، 21 نوفمبر 2008

عزيزي الكشكول الذهبي.. عفواً !!

سوف أنشأ مدونتي..

قرار اتخذته في لحظة وبدأت تنفيذه قبل أن أنساه أو أتراجع عنه كسلاً، فقررت أن أفعل شيئاً - أي شيء - ليكون دافعاً لإنشاء المدونة، ومنبهاً كيلا أنساها، ورقيباً حتى لا أتكاسل يوما فتضيع المدونة وسط أوراقي وعملي وانشغالاتي، فاتخذت القرار رقم 2 بشراء كشكول لأكتب على أوراقه موضوعات المدونة قبل أن أطلقها في الفضاء.

مجنون بالأوراق والأقلام.. هذا أنا...

مثلما يقف الطفل في محل الحلوى سعيداً وحائراً أقف أمام الأوراق البيضاء ذات السطر الأحمر الواحد أو السطرين الأحمرين أو الأوراق الملونة أو الكشكول الكبير الحجم أو الصغير، فأنظر للمسافة بين السطور وشكل الخط العريض أعلى الصفحة، وكالعادة ظللت حائراً بين أشكال وأحجام وأغلفة الكشاكيل وألوان الأوراق وتخطيطها.

في غمرة حيرتي وجدته ينادي عليّ بحجمه المتوسط ولونه الذهبي والسلك الذهبي الذي يضم أوراقه وسطوره الرمادية الضيقة التي تناسب خطي المنمنم، والخطين السميكين الرماديين بأعلى وأسفل كل صفحة، وغلافه المرسوم عليه أول ما حسبته قلبين، ثم وجدتهما ورقتي شجر مكتوب تحتهما "Golden Notebook".

حملته بيدي.. ورغم إعجابي ببساطة التصميم والألوان الملكية الفخمة، لكنني سألت البائع إن كان لديه مثله ولكن بأوراق بيضاء، فأحضر لي أخاه الأبيض، وعندما نظرت للأخين شعرت أن الأخ الأبيض بارد، وقد لايقدر على تحمل حرارة عناق أصابعي للقلم، على عكس شقيقه الذهبي الذي شعرت بالنبض في أوردته أعلى وأسفل كل صفحة، ووجدت شراييناً بين سطور أوراقه الذهبية، فقررت أن يكون الكشكول الذهبي رفيقي في مشوار المدونة.

رجعت لمنزلي.. ومع الشاي الأخضر بالنعناع أمسكت الكشكول الذهبي، وسألت نفسي "ماذا سوف أفعل لو شعرت برغبه في الكتابة خارج منزلي.. في عملي.. في السيارة.. في القطار.. في محطة المترو.. هل وقعت بشراء الكشكول الذهبي عقد احتكار معه لما سأكتبه في المدونة؟.. عفواً.. أنا أرفض أن يحتكرني هذا الكشكول حتى ولو شعرت حين مسكته أنه من لحم ودم، فأمسكت الأوراق الرمادية الخالية من أي سطور والتي اعتدت الكتابة عليها في عملي، وفجأة... جاء في ذهني عنوان هذه التدوينة.

"عزيزي الكشكول الذهبي.. عفواً!!"

لقد أحببتك.. وسوف أعانقك يوماً ما.. وسوف نبقى لبعض بامتداد أفكاري واتساع صفحاتك، وستحمل مني كلماتي وأفراحي وأحزاني وجديتي وهزلي وكفري وإيماني وشكي ويقيني وذكائي وغبائي، ولكن اسمح لي يا عزيزي أن اكتب تدوينتي الأولى خارج غلافك الذهبي لأشعر بأني حر.

.. ولكن لإثبات حسن نيتي.. سوف أترك هذه الأوراق بداخلك حتى أُنشأ المدونة فعلياً على الإنترنت، فأنا لست خائناً ولم أخن يوماً، ولكني لم أفرط يوما في حريتي.. لأني لا أمتلك في الدنيا غيرها، وبدونها سيأتي يوم ويراني الناس أنام عارياً على رصيف الحياة.

ليست هناك تعليقات: