الجمعة، 10 أبريل 2009

الاسم Gay الأصل Vampire

في طفولتنا تعرفنا على مصاصي الدماء من خلال كريستوفر لي Christopher Lee الذي قام بأدوار الكونت دراكولا بعينيه الدمويتين وملابسه السوداء وعباءته الحمراء، ورغم أنفاسنا المحبوسة رعباً طوال الفيلم كنت أراه شخصية هامشية للغاية تظهر بعد نصف ساعة من بداية الفيلم لتختفي ويبحث الأبطال عنها حتى النهاية ليقتل الكونت دراكولا على يد البروفيسور فان هلسنج.

ولكن – من وجهة نظري – الفيلم الذي كان انقلابا حقيقياً وأخرج مصاص الدماء من عباءة القاتل ليكشف تفكيره واحتياجاته وحزنه وجنونه كان فيلم Interview With The Vampire، فقد كان ليستات يحتاج لصديق يرافقه في حياته التي لا تنتهي فاختار لويس، ولكن شهوة ليستات للدماء تعارضت مع عفة لويس الذي كان يفضل الجوع ودماء الفئران عن إزهاق روح الإنسان، ورغم اختلافهما تحمل ليستات صديقه، وحاول أن يجذبه ويتقرب إليه بالفتاة الصغيرة كلوديا التي كانت شهوتها للدماء أكبر من ليستات، ولكن حكم عليها ألا تكون أنثى وتظل محبوسة في جسد طفلة طول حياتها اللانهائية، فاحتاجت لمن تعوض لها نقصها وأرادت أن تكون لها صديقة أو أخت أو أم، كما احتاج ليستات من قبل لرفيق.

ومنذ فترة شاهدت فيلما أستطيع أن أطلق عليه "Vampire's Titanic"، فيلم عن مصاصي الدماء دون نقطة دم أو أنياب أو رعب، فيلم "Twilight"، هو إدوارد وهي إيزابيلا، هو مصاص دماء وهي إنسانة، أحبها من أول نظرة واشتهى دمها رغم أنه يتغذى وعائلته على دماء الحيوانات، ولكن الحب كان أكبر من الشهوة وكانت الشهوة دافعاً للحب، وعندما عرفت أن حبيبها ذو التسعة عشر عاماً مولود من أكثر من مائتي عام، وعندما عرفت أن حبيبها لا روح لديه، وعندما عرفت أن حبيبها تريد شهوته أن يلتهمها.. أدركت أنه يحبها حقا، فمن قاوم شهوته من أجل حياتها فهو يحبها، ومن أصبحت هي روحه بعد أن كان بلا روح فهو يحبها، وعندما طلبت منه أن يحولها مثله لتعيش معه للأبد كان السؤال.. When you can live forever, What do you live for? ، وبدلاً من أن يعض عنقها قبلها وأخذ يرقص معها.. لأنه فعلا يحبها.

حياة الـ Gay مثل حياة الـ Vampire، فهو يحتاج لرفيق.. لصديق.. لأخ.. لحبيب مثل ليستات الشهواني ومثل لويس العفيف، وأحيانا يحتاج لمن يعوض له شيئاً يفتقده مثل كلوديا، وعندما يحب أحداً فهو يحبه فعلا مثل إدوارد حتى لو يكن الذي يحبه Gay، بل قد يرفض أن يكون من يحبه Gay، ولكن البعض الآخر يسعى لتحويل من يحبونه مثل دراكولا القديم عندما كان يحول من يحبها لمصاصة دماء، ولكن المشكلة - في رأيي - أن هذا الشخص لا يحب بل يشتهي، وبعد أن يقضي شهوته يترك وراءه جريحاً جديداً اعتاد ميولنا الجنسية دون ذنب سوى أن أحدهم أحبه ونجح
في جذبه إلى عالمنا.

أما صديقنا الشهواني - في نظري - يظل حاله من حال الكونت دراكولا، يخاف النهار ويظهر في الليل، وينتقل من دم لدم ومن تابوت لتابوت، بل قد لا يعنيه أبداً أن يعرف الناس حقيقته ويتجنبونه، حتى يقع في يد البروفيسور فان هلسنج، ويقتل بوتد خشبي يدق في... قلبه!!