الأحد، 1 فبراير 2009

تعددت الأساليب.. والحب واحد

  • نعم إنه حب.. حين كنت تسافر معه وتتمنى أن تنقلب السيارة التي يقودها لتموتا سوياً، ورغم أنك طموح لكن لا طموح بعد أن تجد من تحبه، فترغب في أن تموتا على الحب!
  • نعم إنه حب.. حين تنزل الشارع في الرابعة فجراً تدور مثل ذئب جائع، بداخلك ثورة ولا تجد ميداناً للتظاهر، بداخلك ذلك الحزن ولم يعد من يحمل عنك هذا الحزن، لا تجد سوى بعض الجوعى إليك، لكنك ترفض وجبات "بير السلم"، وتفضل الجوع القاتل والاستسلام للحزن وتعود لبيتك تغني "تفيد بأيه يا ندم؟".
  • نعم إنه حب.. حين تفتح ابتسامة ثغرك بقوة وتفرض ظلها الجميل على عينيك عندما ترى اثنين متشابكي الأيدي في الشارع، وبرغم البرودة التي تجمد أصابعك تقول الحمدلله أنها كانت دافئة ولو ليوم واحد!

  • نعم إنه حب.. حين أشهرت السكين وقتلت كل ذكرياتك، أنت لا تهرب من الذكريات إنك أجبن من مواجهتها

  • نعم إنه حب.. حين احتضنت أول عابر سبيل وأخدت تفتش في جسده عن شعرة تشبه شعرة في جسد حبيبك السابق، أو حاولت أن تقنع نفسك أن صوته يشبه صاحب الصوت الأثير لديك، وعندما تنزل من السرير تضحك على حالك وتقول "لم يكن وقتاً سيئاً"، بل كان وقتاً سيئاً للغاية لأنك لم تكن تمارس الجنس بل تبحث عن شخص تائه!!

  • نعم إنه حب.. حين تحرص على الأكل الحار وشرب البيبسي بكثرة وتتسكع في الشوارع وتسمع الأغاني بصوت عالٍ وتقف أمام محلات وسط البلد الرخيصة وتقرر عمل رجيم.. لأن من أحببته كان يكره كل هذا فيك!

  • نعم إنه حب.. حين تقرر ترك وظيفتك وإلقاء هويتك في الشارع، وتضع سكيناً بين أسنانك وتنزل للطرقات تبحث عن الذين لا يقدرون الحب ويتلاعبون بالناس لتقتلهم انتقاما لكل ضحاياهم، وعندما ترى دمهم يسيل على سكينك تشعر بالحزن لسببين، فمن خدعوه لا يعرف أنك انتقمنت له، ولأنك لا تجروء على الانتقام ممن أسال دمك!

  • نعم إنه حب.. حين تقف على المسرح تغني رغم الحريق الذي نشب، وقد هربت الفرقة الموسيقية وانتشر الذعر لدى الجمهور، والستائر المحترقة تنهار على خشبة المسرح والزهرة البرتقالية تحولت إلى غابة من الوهج والحرارة، ولكنك لا تزال تغني وتغني، وتعرف أنك بعد قليل سوف تصرخ وتصرخ، ولكنك تقول - من يأسك - "أريد أن أموت على المسرح"!!

  • نعم إنه حب.. لكن الحب أذكى منا جميعاً، فيتخفى في عباءة الكره والجنون واليأس والشهوة الرخيصة!