الأحد، 26 يوليو 2009

طشة ملوخية!!


عندما تولى الحاكم بأمره ولايه مصر وهو في التاسعة من عمره، شهد عصره عجائب القرارات وأشهرها تحريم الملوخية، لأنه اعتبرها نبتاً شيطانياً، ولست أدري لأي مدى نجح في تطبيق قراره وحرمان المصريين من زراعة وتخريط وطشة الملوخية، ولكنني متأكد أن الملوخية كانت تزرع في حديقته وتؤكل تحت عينيه، وهو لا يملك سوى إصدار القرارات وتطبيقها على العباد صباحاً ليسخروا منها ليلاً.

تذكرت الحاكم بأمره وملوخيته عندما قرأت خبر نجاح اتحاد نقابات العمال في الإفلات من فخ كبير يدعو إلى إعطاء العمال الشواذ جنسيا حرية الانضمام للمؤسسات المختلفة، فاستشعروا بالخطر الذي يهدد باعتراف ضمني بالمثليين أمثالنا لنكون مثلنا مثلهم، لنطالب غداً بحقوقنا في فرص للعمل للمثليين الغير عاملين، فيجدوا البلد كلها تحولت لشواذ رغبة في الوظيفة، فقام ممثل الاتحاد في الاجتماع بالرفض التام لهذا الاقتراح معلنا أن "مصر لن تصدق على بند السماح بعمل الشواذ في مصر"!!

طب هو إيش عرفه؟ كيف يؤكد أن مصر لا يعمل الشواذ فيها؟ أين أشتغل أنا؟ وأين تشتغل أنت يا قاريء هذه الكلمات؟ في تايوان؟ كلام وتصريحات مثل"طشة الملوخية"، والطريف أن المتحدث في الخبر يرى أن "انتقال مثل هؤلاء العمال لن يفيد سوق العمل بشكل كبير، فى حين أنه قد يضر صحة العمال المخالطين لهم، بسبب احتمال انتقال فيروس نقص المناعة المكتسبة"، وسؤالي هنا.. ما الذي سوف ينقل العدوى من العمال الشواذ المرضى بالإيدز وكل أمراض الدنيا إلى عمالنا -الغير شواذ طبعا-؟ حد يجاوبني؟!!

أنا شخصيا أؤيد ألا يصرح أحد عن ميوله الجنسية، فلا أظن أن القانون -أي قانون- يجبر الشخص أن يفصح عن وضعه في السرير، ولكني سأطلب مطلباً عادلا وشرعياً للغاية، أتركوا الشواذ وتعييناتهم وحقوقهم، وانظروا قليلا للعمال المصابين بفيروسات الكبد B و C، فعندما يأتي رجل للتعيين في وظيفة - أي وظيفة - يطلب منه كشف طبي، وعندما تظهر إصابته بمرض ما يلغى تعاقده ويجد نفسه في الشارع ملعوناً مطروداً رغم أنه ليس شاذاً، وفوق كل هذا قد لا يجد ثمن علاجه من المرض الذي فوجيء به! انظروا لهؤلاء قبل أن تعلنوا التمسك بالقيم في مواجهة المثليين!

لقد كان تصريحا غبياً والأغبي منه تصريح عدم عمالة الشواذ، فإذ ا كان هذا صحيحا.. فما الذي نفعله في مرؤسينا وما الذي يفعله فينا رؤساؤنا؟ فالعجلة تدور وكلنا ننام فوق بعضنا البعض، وسمعني أغنية "رجالة وطول عمر ولادك يا بلدنا رجالة" وأهديها للحاكم بأمره القرن الواحد والعشرين.. وأقول له "ملوخيتك سقطت"!!